آخر الأحداث والمستجدات
الانتخابات الجماعية 2015 بمكناس لا جديد يذكر
تعتبر الانتخابات بشكل عام محطة مهمة في الدول الديمقراطية، لتقييم حصيلة المجالس المنتخبة ومدى تنفيذها لبرامجها السابقة قربها من المواطنين، وكذا مساهمتها في رقي بمستواهم المعيشي وكذلك معرفة الدور الذي قامت به المعارضة في الدفاع والترافع عن مصالح المدينة من خلال المواقف والاقتراحات التي قدمتها خلال مدة انتدابها. وفي نهاية الولاية الانتخابية يكون المواطن على علم بالمجهوذات التي قام بها طرفان من اجل مصلحته وبالتالي له سلطة القرار من خلال التصويت لتزكية هذا الطرف وتتمين جهوده أو معاقبة الأخر على خيانته للأمانة أو العكس صحيح.
لكن للأسف هذا لا يتم بشكل عام، نظرا لعدت أسباب، وبالرجوع إلى واقع الحال الذي تشهده مدينة مكناس يمكن استخلاص مجموعة خلاصات أهمها:
1- عزوف نسبة كبيرة من المواطنين وخصوصا الشباب من العملية السياسية وخصوصا الشأن المحلي بالمدينة، وربط ذلك بفساد المنتخبين والبيع والشراء والسرقة ودليلهم أنا لاشيء تغير بالمدينة بل حالها ازداد سوءا.
وجزء كبير من الشباب استغلاله من بعض الاحزاب حيت يشتغل عن بعض المفسدين خلال ايام الحملة انتخابية بمقابل مادي
2- الأحزاب السياسية تكرر نفس الأسماء سواء كانت في موقع التسيير أو المعارضة دون تجديد ، جزء منها ساهم في إفساد تجربة التسيير بالمدينة ومنهم من يحمل تجربة مستشار جماعي لما يزيد لأكتر من 20 سنة و يطمح في المزيد من خلال الولاية الانتخابية المقبلة دون كلل أو ملل ويدفع من اجل ذلك الغالي والنفيس بل يمكن أن يضحي بكرامته من أجل ذلك وكل سنة انتخابية يتلون بلون سياسي معين.
3- غالبية وكلاء لوائح الانتخابية أو بالأحرى الخمس الأوائل في كل لائحة مقدمة خلال هده انتخابات هم مستشارون جماعيون سابقون بل جزء منهم محاكم في قضايا فساد، لازالت قضاياهم رائجة في المحاكم والجزء الأخر ليست ليست لهم مهنة قارة سوى انه مستشارون جماعيون وليتهم قدموا شيئا جديد لهده المدينة التي ابتليت بهم، وعليه فمنطق دخول نخب جديدة إلى التدبير الجماعي سيكون ضعيفا وبالتالي،سيبقى الحال كما هو عليه.
4 -غياب أو تغييب النخبة المثقفة والمناضلين من المعترك السياسي بالمدينة بغرض ترشيد وتطوير الأداء ورفع من مستوى فعالية المجالس المنتخبة في المقابل سيادة تجار الانتخابات و ما يصطلح عليهم ب "الشناقة" وارتباطهم بأداء بعض المصالح الضيقة للمواطنين التي هي من صميم حقوقهم مقابل التصويت عليهم في كل الاستحقاقات الانتخابية.
5- لامبالاة جزء كبير من الساكنة، إضافة إلى أن جزء أخر غير مسجل في اللوائح الانتخابية وربط كل هذا بالوجود الفساد والمفسدين حيت يؤدي كل ذلك بتسهيل عملية رجوع هذه الكائنات الانتخابية ويطيل من عمرها الانتخابي.
من كل ما سبق يبقى تدافع سنة الله في الكون، وأن تغيير ليس بالأمر الهين ويتطلب مزيد من الجهد والتضحية وضرورة المساهمة في نشأة وعي حقيقي بتحديات ورهانات المرحلة ومحاصرة وكشف قوى الفساد والتحكم ومن يدور فلكهم، رهان الإصلاح ليس مرتبط ولا يمكن اختزاله بمحطة انتخابية محدودة في الزمن بل هو اكبر من ذلك ومداخله متعددة ، وكل عام ومدينة مكناس بنفس الأسماء والوجوه على أمل ربيع مكناسي أخر يعصف بهم جميعا.
الكاتب : | محمد العوفير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-08-27 02:52:42 |